حوارية السرد في أرض الحجاز

سرادق عزاء أزرق

حوارية السرد في أرض الحجاز

 

في أول نشاط لدار الموسوعة الصغيرة للطباعة والنشر والتوزيع خارج الحدود ، وفي أمسية مشحونه بالجمال والإبداع، أقام نادي عبق الأدبي بالمدينة المنورة جلسة حوارية؛ حول أحدث إصداراتها وهي المجموعة القصصية ( سُرادق عَزاء أزرق ) للكاتب السوداني عثمان الشيخ وذلك بالتعاون مع الشريك الأدبي/ مقهى حبر.

قدّم الأمسية بإقتدار الأديب والأستاذ/ محمد الأنصاري، والذي استعرض في بدايتها محطات من السيرة الأدبية للكاتب ودخل بعدها إلى مجريات الأمسية التي حضرها عدد مقدّر من أدباء المدينة المنورة وأهلها.

أبتدر الكاتب حديثه بتحية وشكر كل من ساهم في تنسيق هذه الأمسية وحيّا أيضاً دار النشر الموسوعة الصغيرة على جهدهم في إخراج العمل، ونقل تحيات مديرها العام للجمهور، ووعده لهم بتوفير نسخ للاطلاع العام من إصدرات الدار تكون ضمن مكتبة مقهى حبر.

 

شهدت الأمسية أيضاً تقديم أوراق نقدية وأراء حول المجموعة القصصية قدّمها أولاً الدكتور شتيوي الغيثي، الأكاديمي وعضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية والشاعر والروائي والنّاقد، شدّت انتباه الحضور، وأشار فيها إلى ملامح التّجريب ما بين ما هو كلاسيكي وبين ما هو حديث، الأمر الذي قد تجده في ضياع نص واحد. وأشار إلى أن القارئ سيصل إلى حقيقة أن تجربة الكاتب ناضجة حتى لو لم يكن هناك معرفة بتاريخه الكتابي. إضافة إلى ملاحظة بروز سمات، وبيئة، وشخصية، الإنسان السوداني في ثنايا النصوص وتحديداً الانثى السودانية. وأرّدف بأن المجموعة تحتاج إلى أكثر من قراءة لتفاوت وتباين دلالات النصوص وسعة تأويلها والتي برغم ذلك إلا أن هناك خيطاً ناظماً يجمعها من أول نص إلى آخر نص. وأيضاً بأن النصوص التجريبية في المجموعة احتفت بالانسان والحياة والكون.

أما المهندس والأديب عثمان تَلّاف فقد قدّم ايضاً قراءة مُحكمة للنصوص نالت استحسان الحضور عَنوانها بـ” في البدء كانت الحكاية” نأخذ منها بعض المقاطع:

– في سرد مخلص للأصالة يطوف بنا عثمان الشيخ في حكاياه عن ذاكرة منسية٬ وذكريات كادت تندثر، ليضيف إليها سحرا فتبدوا وكأنها حكايات من عالم آخر.

– الكاتب قصصه بإحترافية تامة، غارقأ في دهاليز ذاكرته المليئة بالحكايا والقصص؛ ليخلد قريته في كون شاسع آفته النسيان إنه يحول احداثاً عادية إلى بطولات خارقة في وقت اللابطولات، ويُنبت من الأرض الجدبة ألف سنبلة الابداع يبدأ عندما نُخلص لذواتنا وقِصصنا الخاصة التي تُمثّل وجداننا، إنّا وبطريقة ما نشارك هذا العالم فهمنا لأنفسنا وفهمنا له بلغة سردية جذابة، تماماً كما خلد في ذاكرتنا “مائة عام من العزلة”

– ختم بقوله (فقد كانت في البدء الحكاية، ثم مع الزمن تحوّلت إلى القصة والرواية ولكن مع أزمنة الحداثة تكاد تختفي الحَكواتْ فيستردّ عثمان الشيخ مَجدها رغم أنف النسيان.)

 

قدّم الأديب والأستاذ سعد نمنكاني مداخلة مهمة أشار فيها إلى عنونة النصوص داخل المجموعة؛ والتي لا تكشف كثيراً من معانيها إلا بعد قراءة النصوص، فقد مثّلت نصوص موازية وليست مجرد عناوين. كما اتفق مع حديث الدكتور شتيوي في بروز سمات الشخصية السودانية داخل النصوص، والتي تقدم رؤية عن كثير مما يحدث داخل البيئة السودانية، ومن ثم تقدّم رؤى فلسفية عميقة مثل نص “تعريف واحد للحب” والذي قراءه الكاتب أثناء الجلسة. كما ألمح إلى النهايات المفتوحة التي تكّتنف النصوص وتفّتح أفق التحليل والفهم للقاريء ليأخذ مساحته في تأويلها.

طرح الأستاذ الأنصاري مدير الأمسية أسئلة على الكاتب تتعلّق بتجربته القديمة في كتابه الشعر وانتقاله إلى السرد مع أن الهجرة عكسية في هذا الزمان وذلك بتحوّل الرّوائيين إلى شعراء. وأسئلة أخرى تخصّ مشروعه الكتابي بعد اغترابه عن موطنه وأسئلة أخرى تخص بداياته في الكتابة.

قام الكاتب بقراءة عدد من النصوص على الحضور الذي تفاعل معاها وهي “تعريف واحد للحب” و “يوم الأرض” و “الكاتب الشاب في محنته” و “سرداق عزاء أزرق”.

 

في ختام الأمسية قامت الأستاذة/ نجود حسن بتكريم الكاتب ومدير الجلسة نيابة عن أعضاء نادي عبق الأدبي.

على هامش الأمسية قدم الكاتب أجوبة تخصُّ أنشطة دار الموسوعة الصغيرة، وجدّد وعده الذي قاله في الأمسية بتوفير نسخ من إصدرات الدار داخل مكتبة مقهى حبر حتى يتثنّى لرواد المقهى وجمهور الثقافة بالمدينة المنورة الاطلاع عليها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى