الأدب الإثيوبي من الفولكلور إلى التّطور الأدبي الحديث
مقدمة كتاب أنطولوجيا الأدب الإثيوبي – عبدالعزيز بركة ساكن
بروفيسور أبيبي زيقي
ترجمة : أحمد يعقوب
مقدمة قصيرة جداً:
(على حلقاتٍ عشر، سأقوم بترجمة المقدمة التي كتبها بروفيسور أبيبي زيقي لكتاب الروائي عبدالعزيز بركة ساكن، حيث يغوص بنا البروفيسور عميقاً في تاريخ إثيوبيا الثقافي والسياسي والإجتماعي وبالطّبع الأدبي. ويعرّفنا على تواريخ مجهولة و منسية. بروفيسور أبيبي حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد وبكالوريوس الآداب في الاقتصاد والفلسفة وعلم الاجتماع من كلية هافرفورد. وقد سبق له التدريس في جامعة ييل وجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا وجامعة جنوب إفريقيا ومنذ العام 2014 يعمل كنائب لرئيس جامعة وولو باثيوبيا ومدير المشاركة العالمية والتحول المؤسسي في جامعة وولديا ومدير التعليم العالي بوزارة العلوم والتعليم العالي بحكومة إثيوبيا).
مقدمة:
تُعرف الدراسات الأدبية الإثيوبية بموقفها المُتجه نحو الداخل حيث أنّه من الصعب العثور على كتاب نقدي يركّز فقط على الدراسات الأدبية الإثيوبية. إن القبائلية في الجماليات الأدبية في إثيوبيا هي بالتأكيد السبب، وبالرغم من أنه قد يكون من الممكن العثور على بعض الدراسات النقدية للأدب، إلا أن هذا النّقد يكون باللغة الأمهرية والفانو/ أمهرية و التغرنية. وذلك ليس لأن الأساس العرقي للثقافة الإثيوبية هو المشكلة الرئيسية، بل لأن الوعي الوطني نشأ من تلك التّعددية العرقية الممُزقة والتسامح الأدبي والثقافي بكل تناقضاته.
ويبدو أن المشكلة الرئيسية تكمن في النخبة الإثيوبية المُثقفة الذين يفضّلون أن يكونوا مُحاطين ثقافياً في وقت أصبحت فيه هذه العزلة الثّقافية/ الأدبية الرائعة في وقتٍ ما شيئاً من الماضي. من المهم بنفس القدر أن بعض أشكال القومية الثقافية غير المنتجة وحتى المتعصبة تمنع ظهور بعض التقاليد الأدبية المستندة إلى لغات أجنبية، كما هو الحال في الأدب المكتوب بالإنجليزية والإيطالية والفرنسية في العديد من الدول الأفريقية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر يبدو أن الجدل حول اللغة الذي اشتعل في جامعة ماكيريري في أوغندا وفي دول شرق إفريقيا حول أي لغة يجب استخدامها في الأدب المحلي (نجوجي وا ثيونغو 1987) قد تم حله في إثيوبيا من خلال إحياء الوعي العرقي، بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الثورة التي أطاحت بالإمبراطورية وقد استخدمت المنظور الماركسي، لم تثر الرغبة النّقدية لإعادة تقييم معالم ما بعد الاستعمار في إثيوبيا.
نتيجة لذلك، فإن مفاهيم مثل الإستعمار، والإستعمار الجديد، وما بعد الاستعمار، والخطابات المتعددة التي تُبنى من خلالها خطابات المقاومة وتُعبر عنها، تفتقر إلى الوجود في إثيوبيا، ومن جهة، يبدو أن هناك رغبة في إثيوبيا لرفض المشروع الأوروبي للتحديث وفي الإتجاه الآخر هناك أيضًا رغبة في السيطرة على قوى الحداثة بيد الإثيوبيين.
إنّ كيفية التفاوض على هذه المواقف لا يزال مُهمة شاقة بالنسبة لإثيوبيا. خذ الصومال كمثال، بلد يوصف بأنه قد تشكل على يد (محمد سياد بري) ومع ذلك، على الرغم من أن الصومال يعتبر بوتقة تغلي، فقد أنتجت البلاد بعضًا من أكثر الانتقادات إلهامًا للإستعمار، والإستعمار الجديد، والإرهاب، وقتل النساء.
يتساءل بندكت اندرسون في كتابه الجماعات المتخيلة ؛ هل يُعتبر عدم الاستقرار الثقافي في بلد ما شرطًا ممكنًا لإنتاج حركات أدبية متنوعة، كل منها تسعى للابتعاد لكنها مرتبطة ببعضها البعض في طرق معرفة الأمة لنفسها كفكرة، أو كجماعة متخيلة؟. وعلى الرغم من أن إثيوبيا هي دولة نجحت في صدّ الهيمنة الأجنبية بعد فترة قصيرة من السيطرة على البلاد، لكن يبدو أن النقاد الثقافيين الإثيوبيين لا يزالون يعيشون الوهم بأن ما بعد الاستعمار لم يظهر بعد في إثيوبيا. لقد كان لهذا التفكير الأقل نقدًا تأثيرات سلبية على تطوير إثيوبيا لتقاليدها الأدبية. أنتجت أوغندا أوكوت بيتيك الذي كتب “أغنية لويينو” و”أغنية أوكول” (1985) التي عرضت الصراع الثقافي بين الأفارقة المتعلمين والفلاحين غير المتعلمين في أوغندا.
نجوجي وا ثيونغو وضع كينيا على الخريطة الأدبية الأفريقية، بعد كتاب جومو كينياتا “مواجهة جبل كينيا”.(1965). وفي رواندا يبدو أن حجم الإنتاج الأدبي وجودة الأعمال التي ظهرت من الإبادة الجماعية تتجاوز الإنجازات الأدبية للإمبراطوريات الإثيوبية، وذلك لأن الإنتاج الأدبي هو إحدى الطرق التي يتم من خلالها إنتاج واستهلاك الحداثة الأفريقية. لذا، يمكن لإثيوبيا أيضًا أن تفتخر بكونها تمتلك ثاني أكبر عدد من السكان في إفريقيا، إلا أن معظم إنجازاتها الثقافية غير معروفة خارج حدودها وهذا عائق خطير للثقافة الإثيوبية.
من المحتمل أن يكون صحيحًا أنه في السنوات الأخيرة؛ وقد بدا أن الإثيوبيين – وخاصة الكاتبات الإناث في الشتات – يكتبون أعمالًا خيالية تتساءل ليس فقط عن قلة الإنتاج الأدبي الإثيوبي، ولكن أيضًا تركز على الوعي النسوي في إثيوبيا وفي الشتات.
لكن، من هم جمهور هؤلاء الكاتبات الإثيوبيات في الشتات؟. مع ذلك فإن إثيوبيا ، تمتلك ثروة من المنتجات الثقافية التي تم تحقيقها من خلال الوسائل الشفوية. إن التحدي هو أن تتحرك إثيوبيا ليس فقط خارج عقلية العزلة الثقافية، بل أيضًا لإيجاد مصطلحات حاسمة لصياغة لغة جديدة للسياسة وسياسة اللغة. وفي هذا السياق، أحاول أدناه رسم المسار الأدبي الذي تمتلكه إثيوبيا في ضوء ملاحظة فرانز فانون (1963) بأن المثقف المحلي الذي يتعمق في ماضي الأمة يجب أن يفعل ذلك بطرق تمكّنه من التقاط “الحركة المتقلبة التي يشكلونها إلى هذه المنطقة من عدم الاستقرار الخفي. وحيث يقيم الناس يجب أن نذهب”. إن “التقلبات”، وعدم الاستقرار في الرغبة الثقافية للأمة في شكلها الدائم، يبرز الطارئ على المطلق؛والسيولة ما بين الفولكلور والحداثة.
يمكن القول مع أبيولا إيريل عند الكتابة والتطبيق في السياق النيجيري، إن العلاقة المتناقضة، ولكن المغذية بين التقليد والموهبة الفردية التي طرحها تي. إس. إليوت، ليست مجرد تقليد كفء. أمة تتخيل وتعيد تخيّل مستقبل جديد من ماضيها، لأنه لا يوجد ماضٍ ثابت للعودة إليه؛ تحتاج إثيوبيا إلى استخدام رأس مالها الثقافي الماضي لصياغة “تناسق روحي جديد”، حيث لا يُعتبر الماضي مجرد “مجموعة دائمة وثابتة من المعتقدات والرموز، بل كعملية تنقيح مستمرة وتوسيع لها، بطريقة تربطها بتجربة تشعر بأنها مستمرة وفي الوقت نفسه جديدة بشكل ملحوظ،ومع ذلك، كما يلاحظ جيلروي – وهو يكتب في سياق الثقافة الأفريقية الأمريكية، فإن ما هو مستمر في الثقافات الإثيوبية قد لا يُنظر إليه على أنه “نقل غير إشكالي لجوهر ثابت عبر الزمن”.. بعبارة أخرى، إن استدعاء الغرض من الفولكلور إلى الإنتاج الأدبي الحديث داخل أمة “هو، في حد ذاته، استجابة متميزة، وإن كانت خفية، للتقلبات المزعزعة للاستقرار للحداثة الاستعمارية.
إثيوبيا هي أرض حضارة قديمة تمتلك أبجديتها وسجلاتها المكتوبة وتقاليدها وتاريخها الخاص. ومع ذلك، من الصعب تحديد متى بدأت الكتابة في بلادنا بالضبط، فقد تم اكتشاف نقوش قديمة (على ألواح طينية وحجرية) مكتوبة باللغة السبئية في شمال إثيوبيا. تمت ترجمة الوثائق الأمهرية من السريانية واليونانية والعبرية والعربية خلال الفترات المبكرة وهذا أسهم بشكل واضح في تطوير كل من الأدب الجعزي والأدب الأمهرى في إثيوبيا..
قبل توسع الأدب في العالم الغربي، كانت النقوش تُستخدم على نطاق واسع في الأبجديات الإثيوبية التي تم تناقلها عبر الأجيال حتى اليوم ولقد تم جمعها والحفاظ عليها بشكل جيد في المتاحف الوطنية والأرشيفات. على الرغم من التهديدات المتكررة من اللصوص خلال الغزوات الأجنبية، فقد تم إعادة بعض المخطوطات من الخارج من خلال مبادرات دبلوماسية؛ وبينما تم اعتبار إثيوبيا “متخلفة”، ساهم علماء البلاد بشكل كبير في تطوير الأدب القديم. كان علماء الكنيسة ورجال الدين الإسلامي يعدون مواد الكتابة المصنوعة من جلد الحيوانات مع تركيبتهم الخاصة للحبر السائل. تم توثيق العديد من المواد الأدبية من الفترة ما قبل الأكسومية وحتى بداية العصور الوسطى وقام الباحثون الأجانب بزيارة إثيوبيا بشكل متكرر لاكتشاف أقدم الأعمال الأدبية فيها وقدافتتحت جامعة هامبورغ الشهيرة في ألمانيا قسماً في عام 1919 مخصصاً لدراسة الأدب الجعزي.
يمكن العثور على عدة أدلة على أسلوب إثيوبيا الأدبي، خاصة في الأعمال التاريخية، في 38 مخطوطة قدمت لجيمس بروس، والتي تقيم الآن في مكتبة بودليان في إنجلترا، فتحت هذه المخطوطات المجهولة الباب أمام المؤلفين اللاحقين ليزعموا أنها كتبت على يد ملوك وحيث أنّه وفي الثقافة الإثيوبية التقليدية يتم استبدال أسماء المؤلفين بأسماء وصور الأباطرة، مما يظهر ولاءهم للملك ويعزز ثقافة التواضع. .
خلال الفترة الوسطى في إثيوبيا، حدث تقدم للأدب، على الرغم من الاضطراب الذي سببته حرب أحمد جراني. بعد حرب جراني، أُعيد فتح الباب أمام الأدب ليزدهر، وخاصةً المؤرخين ومؤلفي السير الذين كانوا مسؤولين عن السجلات والترجمات. على سبيل المثال، تم ترجمة الكتب من اليونانية والعربية والعبرية وغيرها إلى الأمهرية. تتناول معظم هذه الكتب الأخلاق والتقاليد والمعتقدات والهوية. ومن بين الأباطرة في العصور الوسطى في إثيوبيا، يُعتبر زارا يعقوب واحدًا من أبرز المساهمين في تطوير الأدب.
مع بداية العصر الحديث الذي تميز بصعود الإمبراطور تيوادروس الثاني إلى العرش في عام 1855، تم توحيد إثيوبيا وبدأت عملية التحديث وحينها أعلن تيوادروس الثاني أن الأمهرية هي اللغة الرسمية للبلاد وأصدر رسائله وقراراته بهذه اللغة وقد استمر إرثه في التحديث من قبل خلفائه، وخاصة منليك الثاني الذي استورد آلة الطباعة مما سهل نشر المزيد من الأعمال الأدبية.
قرن على الأدب الإثيوبي:
يتميز الأدب الإثيوبي بمجموعة من القصص والسرديات والتقاليد المشتركة التي تهدف إلى خلق المتعة، وتعليم تجارب الحياة، وإسعاد القارئ، وإذا أمكن، جعل الناس يدركون الحياة الإنسانية والتفكير في مشاعرهم وتجاربهم. يحتوي الأدب الإثيوبي على الكثير من المحتوى الديني وغالبًا ما يعكس العلاقات بين المجتمع والدولة. تتميز هذه الأعمال غالبًا بمحتواها الفلسفي، بما في ذلك الألغاز وقصائد الشمع والذهب؛ إن تاريخ الأدب الإثيوبي هو مجال لم يُبحث فيه بشكل كافٍ على الرغم من أن بعض الأعمال تناولته.
على سبيل المثال، نشر توماس كين “الأدب الإثيوبي باللغة الأمهرية” في عام 1975 م؛ ورودولف مولفير نشر في عام 2008 “التقاليد والتغيير في الحياة الاجتماعية والثقافية الإثيوبية كما يتجلى في الأدب الروائي الأمهرية 1930-1974″؛ وأمصال أكليلو كتب “نظرة قصيرة على الأدب الإثيوبي”. جيرما أوجيتشيو، المتخصص في اللغويات في جامعة أديس أبابا، نشر أعمالاً تشمل “التغيرات النحوية في السامية: نحو تاريخي للأمهرية”، “قاموس الأرجوبا-الأمهرية”، “أصل الأمهرية”، و”قبيلة اللغة في إثيوبيا”. (Quanquana ena neged be Ethiopia).
الأدب الإثيوبي في الحقبة ما قبل الأكسومية :
كان الإثيوبيون، مثل العديد من شعوب الدول الأفريقية، يكتبون قبل القرن الرابع بكثير. تقول التقاليد إن الكتابة بدأت في إثيوبيا قبل ميلاد المسيح، وهناك بعض الأدلة التي تدعم ذلك؛ فقد تم العثور على بعض النقوش والتماثيل من تلك الفترة في منطقة تيغراي وأقدم المخطوطات المعروفة كتبت باللغتين السبئية واليونانية. ومع ذلك، تم العثور على نصب تذكاري مكتوب باللغة الجعزية يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي. ومن القرن الرابع الميلادي حتى القرن السابع عشر، كانت الكتب الإثيوبية تُكتب باللغة الجعزية، وبعد ذلك كُتبت بالأمهرية.
والجعزية لغة سامية يُحتمل أن تكون محكية من قبل إحدى القبائل السامية في جنوب الجزيرة العربية وقد يكون جزء من هذه القبيلة قد استقر في ما يُعرف الآن بمنطقة أجامي وبشكل تدريجي، قد تكون بعض هذه القبائل في منطقة تيغراي قد اعتمدت هذه اللغة. ووفقاً للعلماء، فإن اللغات السامية في إثيوبيا (التغرينية، والتجرية، والأمهرية، وغيرها) تستمد أصولها من الجعزية لكن على النقيض يقترح خبراء آخرون أن قبائل (شيم) في جنوب الجزيرة العربية قد جاءت إلى إثيوبيا مع لغات سامية مختلفة.
تم توثيق التاريخ المبكر لإثيوبيا في الأدب الجعزي والأمهرية. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد أدب في لغات أخرى من البلاد. تعتبر الفترة من القرن الرابع الميلادي مهمة، حيث أصبحت المسيحية دين إثيوبيا خلال هذه الفترة بعد اعتناق الملك ( عيزانا/ أزانا)، الذي تولى العرش حوالي عام 320 ميلادية. وخلال هذه الفترة جاء الرهبان من جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية إلى إثيوبيا هربًا من قيود ( مجمع خليقدونية) عام 451 ميلادي. كان أحد هؤلاء الرهبان هو الأب بانتليوون، الذي تم الحفاظ على كتاباته من الأدب الجعزي في الفترة من القرن الرابع حتى نهاية القرن التاسع عشر. لذا، من وجهة نظر أدبية، يمكن تقسيم هذه الفترة إلى أربعة أجزاء. يمكن تقسيم الأدب من فترة أكسوم، من القرن الرابع إلى القرن الثامن، والأدب الجعزي في هذه الفترة إلى فئتين: الأدب الذي يتناول الملوك والدين؛ والاخر مكتوب بالخط الجعزي واليوناني ونقوش سبأ على الملوك. إن غزو الملك أزانا/ عيزانا لآكسوم هو شهادة على ذلك.
هنالك 12 كتابًا تم ترجمتها بواسطة عالم ألماني يُدعى إينو ليتمان. كتب أحدهم عن الحرب، وكان ذلك من تأليف أبّا بانتيلون باللغة اليونانية. الثاني كتبه أيضاً أبّا بانتيلون، الذي مدح الملك على انتصاره في الحرب. الثالث مكتوب بواسطة تلميذ لأبّا بنتيلون باليونانية عن زيارة لمعبد. الرابع مكتوب باللغة اليونانية عن نسب الملك أزانا/ عيزانا وإقامة نصب تذكاري لإلهه. الخامس باللغة اليونانية، وليس معروفاً ما هي الفكرة المكتوبة. سادسًا، في أكسوم، كُتب باللغة السبئية عن نسب الملك أزانا/ عيزانا وإقامة نصب تذكاري لإلهه. (أكسوم سبعة )- مكتوبة بلغة الجعز القديمة بدون حروف علة، تتحدث عن نسب الملك عيزانا وإقامة نصب تذكاري لإلهه. كما وُسمت أيضًا بعلامة صليب. يقول نص (أكسوم ثماني) المكتوب بالأبجدية السبئية، إن أي شخص يعصي أمر الملك سيتعرض للعقاب. (أكسوم تسعة )مكتوب باللغة الجعزية ويتحدث عن الحروب التي خاضها الملك والدول التي غزاها (أكسوم عشرة) – ذبح الماشية والأسرى بعد الانتصار في المعركة. أما ما كتب باللغة الجعزية؛ يُكتب “أكسوم إلفن” بلغة الجعز، ويقال إنه قد استخدمه الله لمساعدة الملك في الفوز بالحرب، ويقع في خزينة كنيسة صهيون. أ(كسوم اثنا عشر) هو رسالة مكتوبة باللغة الجعزية وتبدأ بتحية روحية. ما يميزها هو أنها تستخدم نقطتين للتفريق بين الكلمات.
لقد كانت القرون من التاسع إلى الثاني عشر فترة من الظلام الأدبي. وذلك يعود إلى أسباب خارجية وداخلية. كان الانخفاض في الانتاج الادبي نتيجة لضعف مملكة أكسوم، الذي حدث بسبب صعود الإسلام في شبه الجزيرة العربية واستيلائه على جزء كبير من طرق التجارة، ثم لم تتفاعل أكسوم مع الدول الأجنبية.